ريال مدريد ينتزع المركز الثاني من أشبيلية

حسم ريال مدريد موقعة سانتياغو برنابيو في المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم مع ضيفه إشبيليه لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليضيق الخناق على برشلونة المتصدر ويبقي على آماله في الفوز بلقب الليغا للمرة الأولى منذ موسم 2002/2003.
شهدت المباراة العديد من الأحداث المثيرة، فبعد أن سجل الإيطالي إنزو ماريسكا واحداً من أجمل أهداف الموسم في الدقيقة 41 لينهي الشوط الأول بتقدم إشبيليه بهدف وحيد، دخل البديل غوتي في النصف ساعة الأخيرة وصنع هدفين لريال مدريد أولهما جاء في الدقيقة 64 عن طريق الهولندي رود فان نيسترلوي والثاني في الدقيقة 78 عن طريق البرازيلي روبينيو الذي تلقى بطاقة حمراء بعد إحرازه الهدف مباشرة.
وأضاف فان نسترلوي الهدف الثالث للريال في الدقيقة 85 ليؤكد بذلك إنفراده بصدارة ترتيب الهدافين هذا الموسم برصيد 20 هدفاً، قبل أن يقلص البديل الأوروغواياني إرنستو تشيفانتون النتيجة بإحرازه هدف إشبيليه الثاني في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.
وبهذا الفوز، ارتفع رصيد ريال مدريد إلى 63 نقطة ليصبح في المركز الثاني بفارق نقطتين فقط عن برشلونة المتصدر، فيما تجمد رصيد إشبيليه، الذي فشل في الفوز خارج ملعبه في الدوري للمباراة السادسة على التوالي، عند 61 نقطة ليصبح في المركز الثالث.
دخل الفريقان اللقاء وهم يعلمان أن أية نتيجة غير الفوز ستبعدهما بشكل كبير عن المنافسة على اللقب، فاعتمد فابيو كابيللو على نفس التشكيلة التي حققت الفوز على أتلتيك بلباو (4-1) في المرحلة الماضية، بوجود إيكر كاسياس في حراسة المرمى، وأمامه قلبي الدفاع سرجيو راموس والإيطالي فابيو كانافارو، وبجوارهم البرازيلي سيسينيو كمدافع أيمن وميغيل توريس كمدافع أيسر.
وفي خط الوسط تم الاعتماد على لاعبي الارتكاز المالي مامادو ديارا والبرازيلي إيمرسون، ومعهما الإنكليزي دافيد بيكهام في الجهة اليمنى والبرازيلي روبينيو في الجهة اليسرى. أما الهجوم فضم الهولندي رود فان نستلروي المتألق في الأسابيع الأخيرة ومعه المخضرم راؤول.
في المقابل عانى المدرب خواني راموس من عدة غيابات أبرزها المدافعين خيسوس نافاس وخافي نافارو والبرازيلي أدريانو. فاعتمد في الهجوم على المالي فردريك كانوتيه والروسي ألكسندر كيرجاكوف، وساندهما في الوسط كل من أنطونيو بويرتا في اليسار والبرازيلي ريناتو في اليمين والإيطالي إنزو ماريسكا كلاعب خط وسط مهاجم، وخلفه الدنماركي كريستيان بولسن كلاعب ارتكاز.
في الدفاع لعب أيتور أوسيو والفرنسي جوليان إسكودي كقلبي دفاع ومعهما الصربي إيفيكا دراغوتينوفيتش كمدافع أيسر والبرازيلي دانييل ألفيس كجناح أيمن، وخلفهم المخضرم أندريس بالوب في حراسة المرمى.
شهد اللقاء بداية هجومية سريعة من إشبيليه الذي حصل على ركلة حرة مباشرة في الدقيقة الثالثة، سدد منها المدافع أوسيو كرة قوية مرت بجوار القائم الأيمن للريال.
واستمر الضغط من الفريق الأندلسي حتى بدأ الريال في الدخول في أجواء المباراة بعد عشرة دقائق من انطلاقها، وبدأ في الزحف نحو منطقة جزاء إشبيليه، فكانت أولى فرصه في الدقيقة 15 عندما لعب بيكهام كرة عرضية جميلة قابلها ديارا برأسية قوية مرت بجوار القائم الأيمن للحارس بالوب، ثم أنقذ الأخير فريقه من هدف محقق بعدها بأربع دقائق عندما أبعد بصعوبة تسديدة صاروخية من إيمرسون.
واستمر أصحاب الأرض في الضغط وشكلت الكرات العرضية من بيكهام خطورة كبيرة على مرمى بالوب، فكاد راموس أن يستفيد من واحدة منها في الدقيقة 23 لكن كرته الرأسية ذهبت فوق العارضة.
وأحس إشبيليه بخطورة الموقف فبدأ في العودة إلى أجواء المباراة ومبادلة أصحاب الأرض الهجمات، فاخترق بويرتا منطقة جزاء الريال من الناحية اليسرى في الدقيقة 27 وسدد كرة قوية بيسراه مرت فوق العارضة.
وقدم روبينيو فاصل من المهارات الفردية في الدقيقة 37 فمر من مدافع إشبيليه ثم أرسل كرة عرضية جميلة من الناحية اليسرى أبعدها بولسن في الوقت المناسب.
وعاني الريال كثيراً خلال هذا الشوط دفاعياً في الجهة اليسرى خاصة من انطلاقات البرازيلي ألفيس، واضطر لاعبوه إلى استخدام الخشونة في أكثر من مناسبة، فتلقى توريس بطاقة صفراء في الدقيقة 40 بعد تدخل عنيف على ألفيس.
ثم جاءت الدقيقة 41 لتشهد أول أهداف اللقاء عندما قابل كانوتيه كرة عرضية من الناحية اليمنى ومهدها برأسه على أطراف منطقة الجزاء، فقابلها الإيطالي ماريسكو بتسديدة مباشرة بقدمه اليسرى سكنت المقص الأيسر لمرمى الحارس كاسياس.
ومع انطلاق الشوط الثاني، ضغط لاعبو الريال من أجل إحراز هدف التعادل وكانت الفرصة الأخطر في الدقيقة 57 عندما مرر روبينيو كرة بينية رائعة إلى بيكهام داخل المنطقة، فسددها الأخير قوية لكن الحارس بالوب أنقذ الموقف.
وأجرى المدرب كابيللو تغيرين في الدقيقة 60 بنزول غوتي بدلاً من راؤول الذي فشل تماماً في الهروب من رقابة مدافعي إشبيليه، وإيفان هيلغويرا بدلاً من توريس المدافع الأيسر.
وأثمرت تبديلات كابيللو عن هدف التعادل في الدقيقة 64 عندما مرر غوتي كرة بينية متقنة لفان نيسترلوي داخل المنطقة، فمر الأخير بمهارة من الحارس بالبو وأودع الكرة داخل الشباك.
ورد المدرب راموس مباشرة بعد الهدف بتغيير دفاعي بإشراكه الألماني أندرياس هينكيل بدلاً من البرازيلي ريناتو في محاولة منه لإيقاف خطورة غوتي.
وأضاع ألفيس فرصة ذهبية لإحراز هدف ثاني لفريقه في الدقيقة 71 عندما تلقى تمريرة عرضية متقنة من الروسي كيرجاكوف، وسدد الكرة إلى خارج المرمى من على بعد أقل من متر. وأخرج المدرب راموس المهاجم كيرجاكوف بعد هذه الكرة وأشرك بدلاً منه الأوروغواياني تشيفانتون.
وشهدت الدقائق العشرة التالية أحداثاً غريبة كان لها تأثيراً كبيراً على نتيجة اللقاء، فكانت البداية في الدقيقة 74 عندما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه البرازيلي لويس فابيانو مهاجم إشبيليه أثناء إجراءه تمارين الإحماء.
وفي الدقيقة 74، مرر غوتي كرة بينية أخرى من بين أقدام مدافعي إشبيليه وصلت إلى البرازيلي روبينيو المنفرد بالحارس بالوب، ليسجل الهدف الثاني للريال.
وتلقى روبينيو بطاقة صفراء لخلعه قميصه أثناء الاحتفال بالهدف، ثم تلقى بطاقة صفراء أخرى في نفس الدقيقة بسبب إصراره على الاحتفال مع جماهير الريال ليخرج مطروداً من اللقاء.
وحدث احتكاك في الدقيقة 80 بين مدافع إشبيليه أوسيو والمالي ديارا تلقى الأول على إثرها بطاقة حمراء ليلعب الفريقان بقية اللقاء بعشرة لاعبين، واستمرت الاحتكاكات بين لاعبي الفريقين فتلقى كل من بيكهام وتشيفانتون البطاقة الصفراء في الدقيقة 82.
وقبل نهاية اللقاء بخمس دقائق، قضى فان نيسترلوي على أمال إشبيليه في العودة بالنتيجة عندما أنقض على كرة ارتدت من الحارس بالوب بعد تسديدة قوية من راموس، ليسجل الهدف الثالث لفريقه.
ونجح تشيفانتون في تقليص النتيجة بتسجيله الهدف الثاني لإشبيليه في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع من ضربة حرة مباشرة رائعة لعبها على يمين الحارس كاسياس، ولكن الهدف لم يكن كافياً ليخرج فريقه خالي اليدين من اللقاء ويبتعد بشكل نسبي عن الصراع على اللقب.