تعجبت بشدة من تفكير النجم احمد حسن بانهاء مسيرته الاحترافية الناجحة وهو في اوج تألقه والعودة من جديد لاحد الفرق المصرية، لذا قررت ان اوجه رسالة تحذير الى المواطن المصري احمد حسن القاطن في بلجيكا .. "احترس من العودة للدوري المصري الهزيل .. فالدوري المصري به سم قاتل".
قد يكون مقبولا ان يعود بعض اللاعبين المحترفين المصريين لاحد الفرق المصرية وذلك في حال فشلهم في اثبات ذاتهم في الخارج، أو جلوسهم معظم الاوقات على دكة البدلاء، او لعبهم في اندية متواضعة في بطولات دوري ضعيفة، وقد ينطبق ذلك على ما حدث من قبل مع عمرو زكي وحسني عبد ربه ووائل رياض واحمد سمير فرج واحمد غانم سلطان وقد ينطبق بعد ذلك على بشير التابعي وابراهيم سعيد وامير عزمي واحمد فتحي.
ولكن أن يعود أحد اللاعبين النجوم المتألقين في الخارج أمثال احمد حسن واحمد حسام "ميدو" وحسام غالي ومحمد زيدان فان هذا يعد امرا غريبا وغير مقبول على الاطلاق، ويجب على الجميع محاولة منع ذلك بشتى الطرق والوسائل، لانه لو حدث سيعود بالضرر على الكرة المصرية.
فحسن قدم رحلة احتراف طويلة وناجحة في تركيا على مدار 8 سنوات متتالية، انتهت بلعبه في بشيكتاش لثلاث سنوات متتالية وهو أحد فرق القمة في تركيا وقد معه مستويات رائعة، وبات حسن هو عمدة المحترفين المصريين في الخارج بعد عودة هاني رمزي، ثم انتقل حسن هذا الموسم إلى اندرلخت البلجيكي وحقق معه موسما رائعا وحافلا بالانجازات.
حسن قاد اندرلخت لصدارة الدوري البلجيكي بفارق نقطتين عن ملاحقه جنك قبل مرحلتين فقط من نهاية البطولة وبات على أعتاب التتويج بدرع الدوري، كما قاده للتأهل للدور قبل النهائي لكأس بلجيكا وبامكانه التتويج بكأس البطولة، كما قاده لتحقيق بطولة كأس السوبر البلجيكي ايضا لهذا الموسم، كما شارك معه في دوري المجموعات لبطولة دوري ابطال اوروبا والتي تعد الاقوى في العالم، بالاضافة الى تحقيق العديد من الانجازات التاريخية والارقام القياسية فحقق اندرلخت فوزا تاريخيا على غريمه التقليدي جنك بستة اهداف من دون مقابل يعد هو الفوز الاكبر في تاريخ لقاءات الفريقين، كما حقق فوزا ساحقا على بيفيرين في الدوري 8-1 يعد هو الفوز الأكبر لاندرلخت على مدار السنوات الاخيرة.
وعلى المستوى الشخصي سجل حسن العديد من الاهداف رغم انه يلعب كلاعب خط وسط وليس مهاجم، فسجل 11 هدفا في الدوري وثلاثة في الكأس بالاضافة لهدف في كأس السوبر باجمالي 15 هدفا وهو رقم رائع للاعب خط وسط، بالاضافة لصناعته للعديد من الاهداف لزملائه وحصوله على أربع ركلات جزاء لمصلحة فريقه، ونال حسن لقب ثاني أفضل لاعب أفريقي في بلجيكا خلف المهاجم الكونجولي محمد تشيتي ولولا بشرة حسن البيضاء لنال المركز الأول عن جدارة واستحقاق.
فكيف بعد كل هذه الانجازات والنجاحات يفكر حسن في العودة للدوري المصري الهزيل من جديد؟
وانا بدوري اسأل حسن، هل ستترك الملاعب الرائعة في بلجيكا وتعود للعب في ملاعب مصر "التعبانة" وتلعب في ملاعب عجرود ونجع حمادي وطنطا وبني سويف وهي الملاعب التي لا يمكن اللعب عليها بصورة جيدة؟
هل ستترك بطولة دوري منتظمة ومعروف مواعيدها قبل بدايتها بعام كامل وتأتي لبطولة هزيلة مفككة ويطرأ عليها تغيير كل اسبوعين وتتوقف لفترات اطول من الفترات التي تنتظم فيها وتقام فيها مباريات من المرحلة الـ28 قبل انطلاق مباريات المرحلة الـ24؟
هل ستترك بطولة دوري محترمة لها قواعد ولوائح وقوانين يلتزم بها الجميع، وتأتي لتلعب في بطولة دوري يتم فيها قيد احد اللاعبين في فريق بعد موعد انتهاء القيد الرسمي بشهر كامل، ولا أحد يعلم من فعل ذلك ولا كيف حدث ذلك؟
وهل ستترك اللاعبين الاوروبيين الذين يلعبون باحترام ويحرصون على سلامة المنافس وتعود لمواجهة لاعبين مصريين يتفنون في ايقاف المنافس باي طريقة حتى لو وصلت لضربه وتعمد اصابته من نوعية محمد حليم في حرس الحدود وايمن سعيد في انبي وحسين شكري في الترسانة فتأتي لتتعرض لاصابات مختلفة تحرمك من اللعب معظم أوقات الموسم؟
كيف بعد كل هذه الانجازات والنجاحات يفكر حسن في العودة للدوري المصري الهزيل من جديد؟
هل ستترك التحكيم العادل المحترم في بلجيكا وتأتي لمصر فتصطدم بنوعية من الحكام لا يعرفون أصول وقواعد التحكيم أمثال ياسر عبد الرؤوف ومحمد فاروق وسمير عثمان ليحرموك من احتساب ركلات جزاء صحيحة لمصلحتك قد تكون حاسمة في فوز فريقك أو يعطوك بطاقة صفراء غير مستحقة تحرمك من المشاركة في مباراة مهمة بعدها؟
هل ستترك اللعب في بطولة محترمة وتأتي للعب في بطولة يشرف عليها رجال اعلاميين في كافة القنوات الفضائية المختلفة لا تستطيع أن ترفض لهم طلبا باستضافتك في برامجهم مجانا والا يتصيدوا لك الاخطاء في المباريات و"يتوصوا بيك" في الايقافات والعقوبات؟
هل ستعود للدوري المصري وتلعب في البطولات الأفريقية الهزيلة وتسافر إلى أحراش أفريقيا في رحلات صعبة ومرهقة وتسافر إلى تنزانيا وزنزبار وجزر القمر وتواجه فرقا من نوعية مازيمبي واجيسايا والبوليس والجيش والشرطة والاسعاف والجواميس والبقر، وتترك دوري أبطال أوروبا القوي ومواجهة برشلونة وريال مدريد وتشيلسي وارسنال وانتر ميلان؟
ثم يا حسن اذا عدت إلى مصر فالى اي ناد ستنقل، هل ستلعب للاهلي أم للزمالك؟
هل ستنتقل للاهلي وتصطدم بغرور وعناد جوزيه الحاكم بامره في النادي وتجد نفسك جالسا على مقاعد البدلاء طوال الموسم مثلما حدث مع نادر السيد حتى رحل الى انبي او مثلما حدث مؤخرا مع احمد بلال الذي كان متألقا في تركيا وتلقى وعودا بالحاجة إليه في الاهلي ليجد نفسه بعد ذلك سجينا لدكة البدلاء؟
ام هل تنتقل للزمالك وتصاب بصدمة من مشاكل الفريق الادارية التي لا تنتهي وتشعر بخيبة امل عندما لا يتم صرف مستحقاتك المادية في اوقاتها مثلما كنت معتادا على ذلك في اوروبا، او يواصل الفريق رحلة الانهيار ويخسر في مباراة فتجد لعنات الجماهير البيضاء تنصب عليك وتتعرض لسباب جماعي.
ولا تنسى يا حسن ان موقعك تحديدا يمتلىء بالنجوم في الفريقين، ففي الأهلي يوجد أبو تريكة وبركات وأيضا وائل رياض بعد عودته، اما في الزمالك فيوجد حازم امام وجمال حمزة ومجدي عطوة بالاضافة الى شيكابالا المتألق بشدة في الفترة الاخيرة وبالتالي فان وجودك اساسيا في احد الفريقين ليس مضمونا وبالتالي قد تجد نفسك خارج منتخب مصر في حالة عدم مشاركتك بصفة اساسية في فريقك، بل وربما تجد بعض الافكار الغريبة من جوزيه او ميشيل فتجدهم يدفعوا بك في مركز غير مركزك كالمدافع الايمن او لاعب الوسط المدافع او حتى في مركز المساك او الليبرو.
خلاصة الكلام: انا أعلم يا احمد انك تعاني من الغربة والابتعاد عن اهلك واولادك ووطنك، ولكن يجب عليك التحمل اكثر من ذلك لانك تكتب تاريخا لك وتبني مستقبلك في الخارج، كما ان الموسم المقبل تحديدا يحمل ارتباطات كثيرة لمنتخب مصر وهو ما سيجعلك تأتي الى مصر مرات عديدة وهو ما سيهون عليك الغربة، ولا تنسى يا حسن ان جميع اللاعبين المصريين يحلمون بالاحتراف وينتظرون نصف فرصة لخوض هذه التجربة وهي لا تتاح الا لعدد قليل جدا منهم، وهذا العدد القليل معظمهم يفشل في الخارج ويعود لمصر من جديد يجر اذيال الخيبة ولا ينجح منهم احد الا نادرا جدا وهو عدد قليل لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة وانت واحدا منهم، فلا تترك كل ذلك وتعود إلى مصر فصدقني يا حسن ستخسر كثيرا وستندم بعد ذلك.
ملحوظة اخيرة: البعض من الجماهير يتهمني بالانتماء والتعصب للاهلي، والبعض الاخر يتهمني بالانتماء والتعصب للزمالك، ولهؤلاء وهؤلاء اقول انه لو كنت بالفعل كذلك فكان بامكاني وبسهولة ان اركز على سلبيات احد الفريقين فقط وابرز ايجابيات الفريق الاخر وانصح حسن بالانضمام إليه، ولكني لست منتميا لاحد الناديين وانتمائي الوحيد لوطني مصر ولمنتخب مصر والذي اتمنى الا يخسر لاعبا محترفا مميزا بحجم وقدر أحمد حسن.