موضوع: ذكرى الكابتن صالح سليم الأربعاء مايو 09, 2007 11:15 am
لقد أحب الشعب المصري و لا أبالغ إذا قلت أن الشعب المصري كله أحب صالح سليم ليس لأنه كان لاعب كرة فوق الممتاز أو لأنه كان مديرا للكرة ناجح و متفوق أو لأنه كان رئيسا لأكبر نادي و قاده إلى انتصارات متتالية على جميع الأندية الأخرى. و لكن الجمهور أحب صالح لأنه و جد فيه الشخص الأسطوري التي تتطلع إليه الشعوب من آن إلى آخر.
نشـــــأته
ولد صالح سليم يوم 11 سبتمبر سنة 1930، كان والده الدكتور محمد سليم أحد رواد أطباء التخدير في مصر حتى صار أكبر و أعظم دكتور تخدير في مصر، عمل الدكتور سليم مع اكبر و أعظم الجراحين في مصر، فكان يقف خلف الستار في العمليات الحساسة و المهمة
و معروف عن الدكتور سليم إنسانيته، فكان يزور مرضاه بعد العمليات للاطمئنان عليهم. تعرف الدكتور سليم على والدة صالح أثناء إجراء لها عملية بمعرفة الدكتور مورد باشا الذي عمل معه الدكتور سليم مدة طويلة و أعجب الدكتور سليم بها و طلب يدها و تزوجا
و السيدة والدة صالح من العائلة الهاشمية و والدها من أشراف مكة و ترك أهلها مكة و هاجروا إلى تركيا، ثم استقروا أخيرا في مصر حيث تزوجت الدكتور سليم و أنجبوا ثلاثة أولاد ذكور صالح و عبد الوهاب و طارق
شجع الدكتور سليم على لعب كرة القدم و كان عامل مهم جدا في تألق صالح في هذه اللعبة. بينما والدة صالح كانت تفضل أن يلعب صالح التنس أو يمارس لعبة البولو (لعبة الأرستقراطيين و قد انقرضت في مصر)
و شب صالح في منزل مليء بالفن الرفيع و الذوق الجميل، فكان الدكتور سليم يهوى العزف على الآلات الموسيقية، كذلك والدة صالح كانت تجيد العزف على البيانو كمعظم السيدات هوانم ذلك الوقت. تأثر صالح بهذا الجو رفيع المستوى فشب يحب الموسيقى و متذوق جميع ألوان و أصناف الفنون
تواجد صالح في منطقة الدقي و كان عمره ستة سنوات حينما سكنوا في بيت يملكه جيران أفاضل بشارع عامر بجوار ميدان عبد المنعم الذي أصبح ميدان المساحة
تتذكر السيدة الفاضلة زينب هانم الوكيل حرم السفير المرحوم كامل خليل ( و هي في نفس الوقت شقيقة الدكتور العظيم إبراهيم الوكيل الذي عمل مع الدكتور سليم بمستشفى مورو و ترأس الدكتور إبراهيم الوكيل النادي الأهلي)
تقول زينب هانم أن صالح في السن المبكر هذا كان يتمتع بصفات حميدة لا يمكن أن ننساها فكان يتحلى بإنسانية و عطف على المغلوب على أمرهم منذ صغره كانوا يلعبون معا في حديقة البيت مع باقي أولاد الجيران
و كان يمر عليهم بائع الجيلاتي و الدندرمه و اسمه عم عطا الله فكانت ترى صالح يتوجه إليه و يعطيه بعض القروش، قد تكون كل مصروفه و يعود دون أن يأخذ الدندرمه، و حينما تسأله كان صالح يقول أنه رجل غلبان وهو يحاول مساعدته
و تروي أيضا السيدة الجليلة زينب هانم الوكيل أن صالح و الذي يصغرها سنا، كانت له شخصية جذابة، يحبه جميع أولاد المنطقة
و بدأ يظهر حب صالح سليم لكرة القدم في تلك السن المبكر، سبع سنوات
كان يكفي صالح أن ينزل إلى الشارع حتى يلتف حوله جميع الأطفال و يبدأ لعبة الكرة
كان صالح يلعب الكرة مع أولاد الجيران في منطقة يحيطها مجموعة من بيوت البشوات في منطقة ميدان المساحة الآن. كان هناك محمود المحروش باشا و سليمان باشا السيد و أحمد عبد الفتاح باشا و حسنين باشا و عبد القادر باشا دياب و كامل باشا الوكيل و غيرهم كثيرين
كان بعض هؤلاء البشوات يزعجهم الضجيج المنبعث من الأولاد خلال لعبهم الكرة في منطقة الميدان المغطاة بالنجيل، فكانوا يرسلون من يحاول إيقافهم أو منعهم عن اللعب، و كان صالح يتصدى لهم، فكان من صفاته العند على الحق منذ الصغر، و يهرب جميع الأطفال إلا صالح يستمر في اللعب وحده دون ضجيج حتى يتجمع حوله أولاد المنطقة مرة أخرى
و انتقلت عائلة صالح سليم من شارع عامر إلى شارع عكاشة و هناك استمر صالح في لعب الكرة حيث كانت الفرق من الأحياء المختلفة تقابل بعضها البعض
ظهور الموهبة
التحق صالح منذ صغره بمدرسة الأورمان الابتدائية وكان عمره أقل من ثمان سنوات وكانت عائلته انتقلت من شارع كامي إلي شارع عكاشة في نفس حي الدقي وعلى مسافة غير بعيدة من البيت الأول الذي بدء منه لعب الكرة في الشارع
واستمر صالح يلعب الكرة في شارع عكاشة (الذي أصبح الآن شارع صالح سليم) وأثناء وجوده في فصل الرابعة الابتدائية بالاورمان الابتدائية بدء يلعب الكره داخل المدرسة فكان يذهب إلي المدرسة قبل موعد الدراسة ليلعب مع الفريق قبل دخول الفصول كان ذلك تحت أشراف ضابط المدرسة سيد أفندي الذي أشرك صالح في فريق المدرسة بعد أن اكتشف مهارته الفائقة خلال مشاهدته لصالح وهو يلعب الكرة اشترك صالح في بعض المباريات التي تخوضها المدرسة أمام المدارس الأخرى العديدة والسبب تألقه في هذه المباريات، شاهده الأستاذ حسن كامل الذي كان يشرف على فريق أشبال النادي الأهلي وعرض عليه الانضمام إلي أشبال النادي الأولي ووافق الدكتور سليم والد صالح على أن يشترك صالح في أشبال النادي الأهلي – كان صالح في ذلك الوقت تلميذ مجتهد وحصل على الابتدائية وهو في الأورمان ، انتقل صالح بعد ذلك إلي مدرسة السعيدية لاستكمال دراسته وكانت مدرسة السعيدية تضم مجموعة كبيرة من الطلبة اشتهروا بعدها في
عالم الكرة أمثال محمد الجندي وحنفي بسطان ومحمد أمين وغيرهم
أصبحت مدرسة السعيدية مركزاً للعب الكرة والتدريب المتواصل بالنسبة لصالح سليم ولشلة شارع عكاشة الذي أحيل إلي المعاش كملعب للكر ةخلال دراسته بمدرسة السعيدية كان صالح يتمتع بمكانة مرموقة في دوري المدارس وبدأ صالح يتمتع بحب الجميع في المدرسة وبفضل صالح استطاع فريق السعيدية أن يواصل الانتصارات وبدأ يلمع ويتألق في مباريات منتخبات المناطق ولم يكن صالح مهتم كثيراً بالمذاكرة
النادي الأهلي
كان الكثيرون بعائلة دكتور سليم يعتقدون أن الطفل صالح سيتألق في الرسم بالفرشاة.. غير أن هذه الهواية سرعان ما تحولت إلي كرة القدم، لما بدأ يمارسها في حوش مدرسة الاورمان النموذجية، وهو في التاسعة من عمره.. إلي أن قرأ في لوحة الإعلانات بالمدرسة أن فريق المدرسة يحتاج إلي لاعبين جدد تقدم واختاره (سيد أفندي) ضابط المدرسة ليلعب في الفريق.
وفي المباراة النهائية بين الأورمان والجمعية الخيرية الإسلامية- وكان رئيس فريقها المرحوم عبد العزيز همامي ظهير مصر والأهلي بعد ذلك – وقعت عينا المرحوم حسين كامل كشاف الأهلي على صالح (وكان قد بلغ 11 سنة من عمره) وعرض عليه الانضمام إلي فريق الأشبال الذي كونه مختار التيتش لأول مرة.
لمع صالح – بمواظبته ومواهبه- حتى لعب في الفريق الأول سنة 1948 – أي وعمره 18 سنة – وبدأ في مركز الجناح الأيسر ولعب أول مباراة رسمية مع النادي المصري ببورسعيد .. واستهان به جمهورها، وقال له البعض: أخرج العب بعيد يا شاطر.. ثم تحولت الاستهانة إلي تصفيق وإعجاب، لما أحرز صالح هدفا صعباً في الزاوية الضيقة قبيل نهاية المباراة.
السفر الى انجلترا
ديلي أكسبريس لندن تكتب عن صالح وقد استلفت صالح سليم أنظار الصحافة الخارجية في المباريات التي كانت تتابعها لمصر في الخارج أو في القاهرة. وفي مناسبة زيارة نادي توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي للقاهرة لمقابلة منتخب الزمالك والأهلي في نوفمبر 1962، كتبت عنه جريدة "ديلي اكسبريس" اللندنية عمودا بعنوان: المايسترو يسخن استعداداً للسبيرز.. قالت فيه عن صالح "انه نجم السينما ولاعب الكرة الذي يضع فيه المصريون أملهم في غزو مرمى توتنهام.. وهو عند مصر في منزلة ستانلي ماتيوس عند انجلترا .ممتاز في ضربات الرأس ويذكرنا
عن لسان المرحوم صالح سليم وللكاتب عبد المجيد نعمان
في موسم 62/1963، تلقيت من فريتز المدرب النمسوي السابق للأهلي برقية ثم خطاباً مطولاً يعرض فيه أن أنضم لنادي جراتز الذي قرر – لسوء النتائج- تغيير إدارته وجهاز تدريبه، ومن الاعبين اثنين أجنبيين أنا أحدهما إذا وافقت
ورأيت أن أوافق لأعرف حقيقة مستواي الدولي بعد أن عرفته على المستوى المحلي.. لبيت الدعوة.. وكان الدوري الأول قد انتهى والدوري متوقفاً في شهري ديسمبر ويناير بسبب سقوط الجليد، ليبدأ الدوري الثاني في فبراير.
بعد وصولي، أشركوني في عدة مباريات تجريبية، وقد تسبب اختلاف طبيعة أرض الملاعب عنها في مصر في أنني بدأت أشعر – لأول مرة – بما يشبه الشد في عضلات الساقين.. وعولجت على الفور بالتدليك تحت الماء لأول مرة.
رحلته الفنية
اجتذبت شهرة صالح وشعبيته المنتجين السينمائيين إليه.. وكان أولهم صديقه المخرج عز الدين ذو الفقار بعد أن مثل فيلم السبع بنات، اختاره لبطولة فيلم الشموع السوداء أمام نجاة الصغيرة .. بدلاً من صديقه عمر الشريف النجم العالمي الذي اعتذر لارتباطه بعدة أفلام لشركة كولومبيا.
وقد تولى عز الدين تدريب صالح ثلاثة شهور على التمثيل والإلقاء... ومع هذا – وبرغم وسامته وانه فوتوجنيك- فانه لم ينجح لا في الشموع السوداء ولا في السبع بنات،أو الباب المفتوح.. والسبب الأول هو أنه في حياته العادية لا يعرف كيف يمثل.. ما في قلبه على وجهه، وعلى لسانه.
وبرغم إصرار أصدقائه السينمائيين: عز الدين وصلاح ذو الفقار وفاتن حمامة واحمد رمزي وفريد شوقي وجمال الليثي على أن يعطي نفسه فرصة رابعة إلا أنه رفض.. خاصة بعد أن تجمعت لفيلم الباب المفتوح كل أسباب النجاح: القصة للأديبة لطيفة الزيات، والإخراج لبركات،والتصوير لوحيد فريد.. والبطلة سيدة الشاشة فاتن حمامه.. ومع هذا لم ينجح
رحلت المرض ورحيل المايسترو
واجه مرضه الخبيث الذى الم به بقلب شجاع ومضى يعمل حتى يمكن القول انه مات وغبار الطريق على قدميه
اجرى المايسترو صالح سليم عمليه الكبد وقام الاطباء بالفعل بالعمليه وافاق من التخدير ونجحت العمليه للكابتن صالح
وافاق من التخدير ونجحت العمليه الجراحيه بكل المقاييس ولكن المشكله ان الجسم اى جسم عندما يتعرض لعمليه
جراحيه يحدث مانسميه بالصدمه الجراحيه وكل المرضى معرضون لها وهى مرحله تسمى تكسير الخلايا
اثناء الجراحه catabolism وبعد العمليه يقوم الجسم بعمل اعاده بناء ولكن مريض الكبد هو اكثر المعرضين لهذه الصدمه
وهذا ماحدث بالفعل مع الكابتن صالح سليم فدخل المايسترو اولا فى فشل كبدى وعلى الفور نتج عنه فشل كلوي وتم عمل عسيل دموي
ترشيحى لمده 24 لتحسين وظائف الكليتنين وتحسنت بالفعل الوظائف وافاق الكابتن من الغيبوبه ولكن اجهزه الجسم الاخري
لم تستطع المقاومه وحدث مايسمى فشل كامل للاعضاء وارتشاح اجهزه الجسم والى هنا انتهى توصيف الدكتور الوحش للحاله وتعرض المايسترو قبل الوفاء باسبوع لانتكاسه خطيره وتم وضعه على اجهزه التنفس الصناعى
ودخل بعضها فى غيبوبه طويله زاره خلالها الكابتن حماده امام ووخلافا لكل التوقعات واصر على زياره الكابتن صالح وكان اخر من زاره من اهل الكره المصريه والرياضه هو كابتن مصر والنادى الاهلى محمود الخطيب
الذى حرص على الدخول لغرفه العنايه المركزه وهناك شاهد الخطيب الكابتن صالح وهو يفتح عينيه للحظات
قليله ليغمضها بعد ذالك وعندما سال الخطيب الدكتور عن ماحدث قال له الدكتور ان هذا مؤشر طيب وان الكابتن سينزل الى غرفته بعد اسبوع وهو نفس التوقيت اللذى حدده الدكتور خرج الكابتن صالح سليم من المستشفى
بعد ان لقى وجه ربه وقبل ان يسافر جثمانه الطاهر الى القاهره اصر اعضاء الجاليه المصريه فى لندن على الصلاه
على جثمانه وبالفعل امتلأ الجامع الكبير فى منطقه ريجنت بارك بالمصررين والعرب والباكستنين والتف الجميع حول الكابتن طارق سليم الذى لم يتحمل فراق توأم روحو وابيه الروحى صالح سليم وكان يحاول ان يقاوم البكاء
ولكن بعد الصلاه انهارت مقاومته وهو يردد صالح ده ابويه
رحم الله صالح سليم الرجل الذى بفضل حسمه وحزمه ارتفعت قامة النادى الاهلى المصرى
وعلا شأنه بين اقرانه على امتداد القاره السمرااء
رحمك الله يمايسترو
مقتطفاااات
وقد لفت انتباه المعزين داخل السرادق صورتان جديرتان بالتسجيل الأولى وجود الفريق "عبد المحسن كامل مرتجي" الرئيس الأسبق للنادي الأهلي بين الحضور.. والثانية ظهور اللاعب الشاب"أحمد حسام" المحترف حالياً في نادي "أياكس" الهولندي، الذى جاء خصيصاً لتقديم واجب العزاء وسافر فجر اليوم التالي للحاق بفريقه الذي يخوض غداً- الأحد- المباراة النهائية في بطولة كأس هولندا.
ومن المواقف التي تدل على تواضع "صالح سليم" – رحمه الله- أن تصادف قبل سفره الي "لندن": في رحلةعلاجه الأخيرة، ولحظة خروجه من أحد الفنادق عقب توقيع أحد عقود شركته الخاصة، أن استوقفه "منادي السيارات" التابع للفندق، وقال له: "أنا زملكاوي يا كابتن" لكن باحبك ونفسي أتصور معاك" وبعد أن كان "صالح سليم" قد دخل سبارته، نزل منها بكل تواضع ليلبي رغبةالشاب البسيط رافضاً أن تلتقط الصورة وهو جالس بالسيارة بينما "المنادي" يقف خارجها، وقال مازحاً"أنانزلت لك علشان أنت زملكاوي".
وقد لا يعرف الكثيرون أن الكابتن "صالح سليم" والكاتب الكبير "محمد حسنين هيكل" متزوجان من شقيقتين.. وقد لا يعرف الكثيرون أيضاً أن "المايسترو" كان يعشق الهدوء ويكره الضجيج .. وربما كان ذلك سر تفضيله – رحمه الله- قضاء معظم وقته في "لندن" وعند وجوده في "القاهرة" كان يقضي إجازة نهايةالأسبوع في فندق شهير بالإسكندرية،وذلك أثناء الثمانينيات، وعندما أزدحمت الإسكندرية في بداية التسعينيات اتجه شرقا الي "الغردقة" ثم انتقل في العامين الأخيرين الي قرية الدبلوماسيين بالساحل الشمالي، حيث يرافقه شقيقا زوجته "محمد وعماد تيمور" وحفيدته "نور" ابنة الفنان "هشام سليم".
ومن المواقف التي تؤكد اعتزاز "صالح" بنفسه – وكانت تلك أبرز سماته – ما حدث في منتصف الثمانينات عندما كان يجلس بمقصورة استاد القاهرة ضمن عدد من الشخصيات لمشاهدة إحدىالمباريات المهمة، حيث فوجىء باحد المذيعين يضع الميكروفون أمام وجهه طالباً رأيه في المباراة فقال له المايسترو :"مش الأصول إنك كنت تعرفني الأول إنك عاوز حديث مني، لا ان تفاجئني بوضع ميكروفونك أمام عيني بهذه الطريقة"!
ومنذ تلك اللحظة قرر "صالح سليم" مقاطعة التلفزيون وعدم الظهور في أي من برامجه احتجاجاً على سوء تصرف مذيع.. ربما لم يكن يدرك من هو "الكابتن صالح سليم"!
والكابتن "صالح سليم" كانت له صداقات عديدة مع الفنانين، ودائماً ما كان يفضل قضاء الوقت معهم، ومنهم الفنان الراحل"فريد شوقي" الذي كان يمضي سهراته معه بالإسكندرية خلال الصيف، وفي أحد المطاعم الشهيرة بحي الزمالك عندما يكون في القاهرة.. وكانت تربطه علاقات وطيدة بعدد من الفنانين الكبار أيضاً أمثال عمر الشريف وأحمد رمزي وعادل إمام وصلاح السعدي الذي كان قريباً الي قلبه وظل صديقاً له عشرات السنين، وكذلك فاروق الفيشاوي والمخرجين الشقيقين"عمر ومحمد عبد العزيز" والراحل مصطفى متولي، والفنان عبد الله فرغلي الذي حرص "المايسترو" على حضور زفاف ابنته منذ ثلاث سنوات بفندق "شبرد" على الرغم من عزوفه عن حضور "الأفراح" في السنوات الأخيرة.
سألته مرةعن سبب الأداء غير اللائق لفريق الأهلي، والذي لا يرضى جماهيره، فرد – رحمه الله - بحكمة ورزانة: "الاحتراف الوهمي أفسد اللاعبين الذين أصبح همهم الأول هوالفلوس.. وانتهى عهد الولاء للأندية".
ومن المشاهد المؤثرة التي لمسها المعزون خلال وجودهم بالسراق الحزن البالغ الذي بدأ على ملامح شقيقه "طارق سليم" وظل متماسكاً بصعوبة، وسمعته يردد لأحد المقربين:"فقدت كل حاجة في حياتي.. أخويا وصاحبي وحبيبي.. كل اللي باحبهم ماتوا..وصالح كان حاجة كبيرة ومثلي الأعلى.
أما آخر ما فكر فيها "المايسترو" قبل أن يرحل فهوالنادي الأهلي وجماهيره الوفية، فقد طلب من شقيقه "طارق" أن يعود الي القاهرة ليكون بجوار الفريق في مبارياته المتبقية من عمر الدوري.. لكن عمر "المايسترو" كان أسرع.. ولأن "الوفاء" سمة لا تنمحي عن كل من ينتمي الي القلعةالحمراء .. فقد تعاهد لاعبو فريق الكرة فيما بينهم على ألا يفرطوا في دروع الدوري العام التي تقرر أن تحمل اسم الراحل الرمز الذي عشقته الجماهيرة فألفت لروحه هتافاً يقول:"صالح سليم قال لناا.. الدوري حيفضل عندنا".
أما ما لا يعلمه جمهور الزمالك فهو أن الصالة المغطاة بناديهم من إنشاءات شركة المقاولات التي يملكها "المايسترو" الراحل .. فهي التي رسا عليها العطاء ذات يوم عندما تقدمت الي مناقصة لإقامتها.
لقد رحل صالح سليم لكنه سيظل مدى الحياة يعيش في قلوب جماهيره ومحبيه وعشاقه خاصة جماهير الدرجةالثالثة المخلصين الذين لا يعرفون ماذا سيفعلون ولا الي من سيلجئون عندما لا يؤدي اللاعبون مباريات قوية تسعدهم فلن أنس وأنا أشاهد مباريات الأهلي عندما كان اللاعبون يتخاذلون في أداء المباريات فكان عشرات الآلاف من الجماهير يهتفون "روحوا لصالح وقولولوه الأهل مذعل جمهوره" .......... قلبي معكم يا جماهير الأهلي العظيمة