زهرة العلا

تاريخ طويل مليء بالذكريات الجميلة عاشته الفنانة الجميلة زهرة العلا "75 عاما" علي مدار مشوارها الفني الممتد لأكثر من 55 عاما.
بدايتها كانت في معهد الفنون المسرحية وكانت أصغر طالبة لدرجة ان يوسف وهبي طلب منها شهادة تسنين وتم تكبيرها عامين عن سنها الأصلي.. ليفتح جمالها ورقتها الطريق أمامها للنجومية فكانت قاسما مشتركا في بطولة أشهر الأفلام والمسرحيات ومنها "الوسادة الخالية" و"المرأة المجهولة" و"في بيتنا رجل" وفي المسرح "حواء الساعة 12" مع شويكار وفؤاد المهندس.
رصيد هائل تعيش علي ذكرياته الآن زهرة بين ابنتيها المخرجة منال الصيفي وأمل.. ثم عمرو الصيفي الذي تعتبره ابنها الأكبر رغم أنه ابن زوجها المخرج الكبير الراحل حسن الصيفي ولها من الأحفاد ستة تعيش معهم أجمل الذكريات خاصة الصغيرة "مريم" ابنة منال والتي تدخل معها يوميا في مناقشات طفولية ساخنة تكسبها مريم في النهاية وتفرض علي الجدة زهرة أن تشاهد معها أفلام الكارتون التي حفظتها زهرة عن ظهر قلب ولكنها سعيدة جدا لأنه كما يقال "أعز من الولد ولد الولد".
فضلت زهرة العلا الابتعاد عن الفن منذ أكثر من عشر سنوات وكان آخر أعمالها للاذاعة من خلال مسلسل "الوسادة ماتزال خالية" والذي سجلته وهي تمر بظروف صحية صعبة جدا بعد أن أصيبت بجلطة منذ أكثر من 15 عاما..فلم تخرج إلا مؤخرا لحضور افتتاح فيلم ابنتها "منال" في أول تجربة اخراجية لها ولم تتمالك دموعها من الفرح.
تبدأ زهرة العلا يومها بالحديث مع صورة زوجها الراحل والذي استمرت حياتهما الزوجية 45 عاما.. تتكلم مع صورته وكأنه موجود معها وتلجأ إليه في كل موقف فهو يملأ عليها حياتها.. ثم تجلس أمام التليفزيون تشاهد قنوات الأفلام حيث تعرض أفلامها ومسرحياتها بشكل مستمر علي جميع القنوات ويجلس حولها الأحفاد في سعادة وهم يشاهدونها لتبدأ تحكي لهم ذكريات كل عمل.
كانت آخر المناسبات العائلية التي احتفلت بها زهرة وسط العائلة هي عيد ميلادها الماسي "75 سنة" وهي حريصة جدا علي ذلك لدرجة أنها وهي في أزمتها المرضية طلبت احضار تورتة في المستشفي وتتشاءم جدا إذا لم تنفذ رغباتها وتحافظ علي التقاليد والعادات التي تعودت عليها.
تقول ابنتها المخرجة منال الصيفي: ماما تملأ حياتنا بهجة ولذلك نحرص أنا واخوتي أمل وعمرو أن تجلس عندنا جميعا ونتنافس علي ارضائها وهي لها عادات وتقاليد جميلة خاصة في الأعياد حيث تصر حتي الآن علي أن تشتري لنا جميعا ملابس جديدة بداية من الشبشب وقميص النوم حتي ملابس الخروج.
من الفنانين الحريصين علي الحديث معها والسؤال عنها هند رستم وفاتن حمامة وميرفت أمين ونادية الجندي ودلال عبدالعزيز.. الكل يسأل عليها وتسأل عليهم وان كانت في أحيان كثيرة تفضل الصمت والتأمل فيما يدور حولها وتعيش في هدوء مع صور أفلامها وصورها العائلية.
عن رأيها في الفن حاليا والسينما.. جاءت كلمات زهرة العلا خافتة وفي صعوبة شديدة قالت في جمل متقطعة: تشدني جدا الأعمال القديمة.. كان الفن حقيقيا ولا أعرف شيئا عن الفنانين الجدد.. وبصراحة بحب هنيدي لأنه كان زميل ابنتي منال في معهد السينما واحب جدا علاء ولي الدين - الله يرحمه - وأضحك من قلبي وأنا أشاهده لكن كثيرا لا أعرف الفنانين الجدد.. وكذلك أقع من الضحك علي إسماعيل يس وأحب حفيدتي "مريم" وهي تقلد محمد سعد في فيلم "كتكوت".
تصمت لبرهة ثم تستطرد: تعجبني منة شلبي وحنان ترك. وسعيدة جدا بعمل منال وكنت فخورة بفيلمها .
تصمت مرة أخري وتستكمل: المسلسلات والأشياء الموجودة الآن لا أركز فيها كثيرا ويعجبني القديم.
الصور صعبة
** يذكر أننا طلبنا تصوير الفنانة زهرة العلا مع أسرتها وأحفادها ولكن أولادها اعتذروا لأن حالتها الصحية لا تسمح بظهورها هكذا أمام الجمهور الذي أحبها وعشق أعمالها.. ولرغبتها في الاحتفاظ بتلك الصورة الجميلة.